نعيبُ زماننا و العيبُ فينا
وما لزمننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانِ بغيرِ ذنبٍ
ولو نطقَ الزمانُ لنا هجانا
وليسَ الذئب يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
أعرضْ عنِ الجاهلِ السفيه
فكلُّ ما قالَ فهو فيه
ما ضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً
إن خاضَ بعضُ الكلاب فيه
ما شئتَ كانَ ، وإنْ لمْ أشأْ
وما شئتُ إنْ لمْ تشأْ لمْ يكنْ
خلقتَ العبادَ لما قدْ علمتَ
ففي العلمِ يجرى الفتى و المسنْ
فمنهمْ شقيٌ ، ومنهمْ سعيدٌ
ومنهمْ قبيحٌ ، ومنهمْ حسنْ
ٍعلى ذا ، مننتُ ، وهذا خذلتَ ،
وذاكَ أعنتَ وذا لمْ تعنْ
إنَّ الملوكَ بلاءٌ حيثماَ حلوا
فلا يكنْ لكَ في أبوابهمْ ظلُّ
ماذا توملُ منْ قومٍ إذا غضبوا
جاروا عليكَ وإنْ أرضيتهمْ ملوا
فاستعنِ باللهِ عنْ أبوابهمْ كرما
إنَّ الوقوفَ على أبوابههم ذلُّ
ارحلْ بنفسكَ منْ أرضٍ تضامُ بها
ولا تكنْ منْ فراقِ الأهلِ في حرقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ
وفي التغربِ محمولٌ على العنقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ
في أرضهِ وهوَ مرميٌّ على الطرقِ
لما تغربَ حازَ الفضلَ أجمعهُ
فصارَ يحملُ بينَ الجفنِ و الحدقِ
دع الأيّام تفعلُ ما تشاءُ
وطب نفساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجْزعْ لحادثة الَََََّليالي
فما لحوادثِ الدُّنْيا بقاءٌ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً
وشيمتكَ السماحةُ و الوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
و سرّكَ أنْ يكُونَ لها غطاءُ
تستَّرْ بالسخاءِ فكلُّ عيبٍ
يغطِّيهِ كما قيلَ السخاءُ
ولا ترجُ السّماحةَ منْ بخيلٍ
فما في النارِ للظّمآنِ ماءُ
ورزْقكَ ليسَ ينقصهُ التأنّي
وليسَ يزيدُ في الرِّزقِ العناءُ
ولا حزنٌ يدومُ ولا سرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
إذا ما كنتَ ذا قلْبٍ قنوعٍ
فأنتَ و مالكُ الدنيا سواءُ
ومنْ نزلتْ بساحتهِ المنايا
فلا أرضٌ تقيهِ و لا سماءُ
وأرضُ اللهِ واسعةٌ ولكنْ
إذا نزلَ القَضا ضاقَ الفضاءُ
دعِ الأيَّامَ تغدرُ كلَّ حينٍ
فما يُغْني عنِ الموتِ الدواءُ